-A +A
عادل عبدالرحمن «جدة»
توافدت العائلات والأطفال في منطقة البلد، صباح أول أيام عيد الفطر، لتستمتع بمظاهره المميزة، ومع بزوغ شمس أمس انطلقت مواكب الأطفال في اللعب والبحث عن «العيدية»، فيما كانت برحة العيدروس المقابلة لمدرسة الفلاح مسرحا لكثير من الفعاليات العائلية، حيث تعد المنطقة تجمعا شعبيا واجتماعيا من الدرجة الأولى تعبيرا عن العراقة والأصالة واسترجاعا لحنين الماضي.
الأهالي اجتمعوا مع أبنائهم ومارسوا معهم الكثير من الألعاب الشعبية داخل البرحة، وتفوقت الألعاب اليدوية والمراجيح على الإلكترونية منها طمعا في استعادة جزء من ذكريات الطفولة ــ كما يكشف العم أبو عبدالله الذي يضيف: «ذكريات العيد في الماضي لها الكثير من المشاهد التي تصنع الأفراح والسعادة، واليوم أنا سعيد للغاية بأن العائلات والشباب يجتمعون ليؤدوا ألعابا ليست جزءا من حاضرهم بسبب التقدم الكبير الذي حصل في مختلف المجالات».

العادات التي اشتهرت بها جدة القديمة ومنطقة البلد اجتمعت في المكان، حيث قدم السكان من مختلف الحارات ليحيوا تراثا لا يريدون له أن يندثر ــ بحسب حديث محمد خميس الذي يقول: ما أجمل أن تكون المنطقة المحيطة بنا أن تشعرنا بالطقوس التقليدية الملفتة للانتباه، وتتمثل في البسطات الشعبية المنتشرة التي تبيع بعض المأكولات الشعبية، كما تقدم للأطفال مجموعة من الهدايا والألعاب وكل هذه التفاصيل لا يمكن أن تعيشها سوى في هذا المكان الذي ينقلك إلى الماضي ويربطك بالحاضر في تواصل رائع.
الأناشيد التراثية من الذاكرة الحجازية كانت حاضرة في المشهد الجميل، حيث جالت الجمال والخيول بالعديد من الأطفال آخذة دورة كاملة بهم وسط جو أسري بهيج.
وبين عدد من السكان أن التراث التقليدي للمنطقة زاخر بالكثير من المعاني الفريدة التي تجعل المكان أنموذجا للمزج بين عراقة التاريخ وحداثة الحاضر ــ كما يقول أيمن عسيري، ويضيف: «هذه المرة الأولى التي أدخل فيها منطقة البلد وأذهلني ما تتمتع به من بساطة ومظاهر عفوية رائعة، حيث المعنى الاجتماعي الواضح للترابط العائلي بين الحارات، وهو الأمر الذي يشكل أهمية كبيرة فديننا الحنيف يأمرنا دوما بأن نكون متحدين ومتكاتفين، بينما يذكر العم خلف بأن العيد في أصله الاجتماع والمؤانسة؛ لذلك تجد العائلات هنا تستأنس بالحضور مع الأطفال مع تبادل الحديث وممارسة العديد من الأنشطة وكأنه مهرجان اجتماعي ثقافي مميز».